خطاب تأبين ضحايا مجازر الساحل السوري في ذكر مرور شهر على المأساة

اليوم نجتمع في الألم والغضب، متحدين في الحزن على مأساة وعلى مذبحة ضربت بلا رحمة الأبرياء، وحطمت حيوات، وأسرا، وأحلاما.

بقلوب ثقيلة، نتقدم بالتحية والإنحناء لأولئك الذين أُخِذوا منا. كانوا أبناءً وبناتًا وأباءً وأصدقاءً وزملاء. كل واحد منهم يحمل في داخله قصة ومستقبل. لكن هذا المستقبل سُرق منهم في عمل عنيف لا مبرر له سوى رفض الآخر المختلف.

نحن نفهم ونعي لماذا حدث كل هذا. هناك تفسير واحد، وهناك شيء واحد مؤكد: ذكراهم ستبقى محفورة في قلوبنا. إن كل إنسان فقدناه، وكل حياة تحطمت، وكل معاناة نعيشها اليوم هي دعوة للسلام، وللإنسانية، وللتضامن معهم.

في هذا الوقت من الألم، يجب علينا أن نتذكر. ذكرى لطفهم، ضحكاتهم، أحلامهم. ذكرى ما كانوا عليه وما كان بإمكانهم أن يصبحوا عليه. ولكن لا ينبغي لهذه الذكرى أن تتحول إلى كراهية. لا ينبغي للألم أن يتحول إلى انتقام. يتعين علينا أن نبقى متحدين وأقوى وأن نواصل النضال من أجل العدالة حتى لا تتكرر مثل هذه الفظائع مرة أخرى.

إلى أولئك الذين رحلوا عنا، نعدكم بالحفاظ على ذكراهم. ولأحبائهم، نعرب عن تضامننا ودعمنا وحبنا. أنت لست وحدك في هذه المحنة.

اليوم نحن نحزن، ولكن غدًا سوف ننهض لتكريم ذكراهم من خلال العمل والسعي لتحقيق العدالة.

ارقدوا بسلام أيها المغدورون الأعزاء، ولتشرق أنوار أرواحكم لتنير ظلام هذا العالم.

نحن هنا اليوم، ليس فقط بسبب الألم الذي يوحدنا، بل بسبب الحاجة إلى إيجاد الراحة وتذكر أولئك الذين فقدناهم بالحب والتكريم. من المستحيل أن نعبر بالكلمات عن مدى هول ما شهدناه، ولكن يتعين علينا أن نحاول، لأنه اليوم أكثر من أي وقت مضى يتعين علينا أن نرفع أصواتنا تخليدا لذكرى الضحايا وتضامنا مع المتضررين منهم.

إننا نواجه اليوم مأساة لا يمكن وصفها بالكلمات، ومجزرة تركت أثراً عميقاً في قلوبنا. لا ينبغي لأي مجتمع أن يمر بمثل هذه التجربة المروعة، حيث يتم أخذ حياة العديد من الناس بطريقة قاسية وغير إنسانية. إن فقدان الأحباء والأصدقاء وشركاء حياتنا جعلنا نشعر بالفراغ، لكن هذا الفراغ يمتلئ أيضًا بقوتنا وإرادتنا للمضي قدمًا.

دعونا نتذكر كل واحد من الضحايا ليس فقط لمأساة رحيلهم، ولكن للحياة التي عاشوها، والابتسامات، والأحلام، واللحظات التي شاركوها معنا. واليوم نحن لا نحزن فقط، بل نحتفل أيضًا بحياتهم. كان كل واحد من هؤلاء الأشخاص فريدًا ومهمًا، وسوف نشعر بغيابهم في كل ركن من أركان مجتمعنا.

في هذا الوقت من الحزن، من الضروري أن ندعم بعضنا بعضا. لا نسمح للخوف أو الغضب أو المعاناة أن تفرقنا، بل نتحد في الحب والاحترام. إن الكراهية لا تؤدي إلا إلى مزيد من الألم، ولكن الوحدة والأمل يمكنهما إعادة بناء ما أُخذ منا.

Scroll to Top